الأحد، 3 أبريل 2016

أين القرين من جسم الأنسان ؟




أين القرين من جسم الانسان ؟
لكى نعرف أين القرين أهو داخل الإنسان أم خارجه يجب أن نعرف كيفية الوسوسة التى يحدثها القرين فى النفس البشرية ..
قال تعالى فى محكم التزيل : (( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ )) من سورةالحجر , وقال تعالى (( خَلَقَ الإنسان مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ )) من سورة الرحمن .
وهـذا يعنـي أن عنصرى التراب والحرارة دخلتا في تكوين الإنسان ، والحرارة صفة ناريـة وهى أصل خاق الجن ، والجن فـاقد للصورة الترابية ، فلذلك هو أقل درجة في المرتبة الخَلقية ، وكذلك فهو فاقد للصورة المائية ، لأن الإنسان خُلق من ماءٍ مَهين ، ولذلك تختلف القوانين بين الجنسين ، ولكي يتحقق التعـامل بيـن الجنسـين فـلا بـد لأحدهما أن يخترق قانون الآخر في التعامل ولإتمام هذا التعامل لابد من وجود وسيط بين العالمين وهو مايطلق عليه الجسد الأثيرى الذى هو الجسد المادى تماماً ولكن بطبيعة جنية فيجرى الشيطان فى هذا الجسد الأثيرى مجرى الدم فى العروق لأمكانية ذلك فهو من مادته الغير مرئية ويكون بذلك يجرى فى الجسد المادى لتطابق الجسدين جملة وتفصيلاً فيحدث فيه الوسوسة والله أعلم !!
قال ابن عقيل [ فإن قال لك قائل كيف الوسوسة من إبليس وكيف وصوله إلى القلب قل هو كلام على ما قيل تميل إليه النفوس والطبع وقد قيل يدخل في جسد ابن آدم لأنه جسم لطيف ويوسوس وهو أنه يحدث النفس بالأفكار الردية قال تعالى (( يوسوس في صدور الناس )) فإن قالوا فهذا لا يصح لأن القسمين باطلان أما حديثه فلو كان موجوداً لسمع بالآذان وأما دخوله في الأجسام فالأجسام لا تتداخل ولأنه نار فكان يجب أن يحترق الإنسان قيل أما حديثه فيجوز أن يكون شيئا تميل إليه النفس كالساحر الذي يتوخى النفث إلى المسحور وإن لم يكن صوتا وأما قوله لو أنه دخل فيه لتداخلت الأجسام ولاحترق الإنسان فغلط لأن الجن ليسوا بنار محرقة وإنما هم خلقوا من نار في الأصل وأما قولك إن الأجسام لا تتداخل فالجسم اللطيف يجوز أن يدخل إلى مخارق الجسم الكثيف كالروح عندكم أو الهواء الداخل في سائر الأجسام والجن جسم لطيف ] اهــ من أكام المرجان للشبلى .
وسنتطرق لهذا الموضوع بشىء من التوسع عندما شرح آية (( يراكم هو وقبيله من حيث لاترونهم )) بمنظور علمى إن شاء الله .
والذى يهمنا أن الجريان فى الدم بالوسوسة جريان حقيقى وليس جرياناً مجازياً كما ظن البعض ..
القرين مسكنه صدر ابن آدم بين ثدييه ومايقابله مابين الكتفين من الخلف ففي صحيح مسلم : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا أبي، حدثنا عمرو بن عثمان، حدثنا موسى بن طلحة، حدثني عثمان بن أبي العاص الثقفي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ( أُمّ قَوْمَكَ ) قلت : ( يا رسول الله. إني أجد في نفسي شيئاً ) قال : ( ادْنُهْ ) فجلّسني بين يديه ، ثم وضع كفه في صدري بين ثديي ، ثم قال : ( تحوّل ) فوضعها في ظهري بين كتفي ، ثم قال : ( أُمّ قومك ، فمن أَمّ قوماً فليخفف ، فإن فيهم الكبير وإن فيهم المريض وإن فيهم الضعيف وإن فيهم ذا الحاجة ، وإذا صلى أحدكم وحده ، فليُصلّ كيف شاء ) .
قال الإمام النووي : [ وقوله " أجد في نفسي شيئاً " قيل : يحتمل أنه أراد الخوف من حصول شيء من الكبر والإعجاب له بتقدمه على الناس ، فأذهبه الله تعالى ببركة كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعائه ، ويحتمل أنه أراد الوسوسة في الصلاة ، فإنه كان مُوَسوِساً ، ولا يصلح للإمام الموسوس ] اهــ .
قلت ( الكاتب ): وهذا هو فعل القرين وهو ليس ( خنزب ) شيطان الصلاة ففي صحيح مسلم : حدثنا يحيى بن خلف الباهلي ، حدثنا عبد الأعلى ، عن سعيد الجريري ، عن أبي العلاء : أن عثمان بن أبي العاص أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله : إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي ، يلبسها عليّ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ذاك شيطان يقال له خنزب ، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه ، واتفل على يسارك ثلاثاً ) قال : ففعلت ذلك، فأذهبه الله عني .
4 ) للقرين القدرة على إحداث تأثيرات عضوية ولايقتصر تأثيره على والوسوسة فقط كما تقدم فى حديث الاستحاضة وهذه النأثيرات إما عبر الوهم وإما تأثيرات حقيقية وبهذا يصبح مرضاً يحتاج إلى وقفة من باب اعرف عدوك !
على أن القرين وذرية إبليس عامة لهم من اللطافة والشفافية ماليس لغيرهم من الجن فتكون وسوسته مطابقة لوسوسة النفس بحيث لايشعر بها الإنسان ولايستطيع تمييزها إلا من أتاه الله بصيرة وعلمه .
والله تعالى أعلى وأعلم .

1 التعليقات:

  1. ماشاءالله أغنيتنا سيدي الفاضل ..أطال الله في عمرك وجعله في ميزان حسناتك

    ردحذف